الاثنين، 26 سبتمبر 2011

حين سألت الشمس واجاب كاتب




 
 ينتصف الليل معلناً بدايةانسحابه المبكر من معركةالفضاءالمحسومة , وبعد ساعات قليلة أنسحب الجيش باكمله.الا فارساً يدعى السّحر,فالشجاعة جعلته يفضل الموت على الانسحاب ,ولم  يمهله  الوقت سوى بضع دقائق حتى رأى كتائب سيدةالكواكب تملأ الأفق معلنة اقتراب خروج الموكب المهيب , ولما دنوا منه , بادرهم هذا البطل بهجوم انتحاري فأبادوه كأنه لم يكن . وما هي الا ثوان حتى تجلت الشمس العظيمه في أبهى حللها , ثم عرجت الى السماء ففر منهاالسحاب وذلت لهاالصعاب , وما أن وصلت الى عرشهاالدريّ حتى أستوت عليه ثم أذنت بميلاد يوم جديد , فأنطلقت كل أشعتها لتصل بنورهاالى حيث شاء الله لهاأن تصل. 


وذات يوم أخبرت أن هناك مجلساً فوق السحاب بناه رجل يقال له كاتب .وأنه قد فضل الظلام على النور حين حجب أشعتها عن الدخول الى مجلسه.فتميزت من الغيظ وقالت يالهذا المخلوق البائس الحزين , ظن أن قد أوتي لسان صدق في الآخرين وتناسى أنه مهين ولا يكاد يبين . ثم كيف يعترض طريق أشعتي  . وهل تعلمون له من سيدة غيري ؟


ثم قامت على الفور بارسال شعـاع من أشعتهاالحارقة الى مجلسي.
  
 ولم يسرج المرسول ركابه, حتى جائني ملكوت الاحساس من اقصى الزمن الآخر يسعى , وقال يا كاتب أن الشمس وقومها يأتمرون بك ليحرقوك فأحذر أني لك من الناصحين . فشكرته ثم ذهبت فانتبذت لنفسي مكاناً قصيا, وماان أعددت لي متكئاً حتى تزلزلت جوانحي وتجمدت جوارحي حين سمعت مناد يناديني من مكان قريب : يا سيدالزمن الآخر ,أنا ردائك الأبيض البارد,فلا تخف ولا تحزن فأني منجيك وكافيك منهم . فقر عينا وطب نفسا فليس لهم عليك سلطان.  


ثم جاءالمرسول واخذ يناديني  من وراء حجاب يا كاتب أني رسول الشمس اليك .وانها تسألك عن سر حبك للظلام المحزن وحجب اشعتها المحملة بالسعاده عن مجلسك ؟


فقلت له اهلا بالشمس الكريمة وبرسولهاالامين وأني مجيبك فلا تعجل علي وكن من الصابرين. 



عد اليها فأقرئها السلام قبل الكلام ثم اتلوا عليها ما يلي :


ان السعادة اذا أتت رحلت سريعا .وما أجبرني على عدم الاهتمام بها في مجلسي الاّ غيابها المستمر وحضور الحزن الدائم. ولا أظن أن أشعتك لديها القدرة في  جلب السعادة الى مجلسي , بل قد تأتي بألم جديد فيضاف الى سابقيه.


أما الحزن فعدو غاشم مستبد يأتي فيحتل كل موطئ مشاعر داخل الروح ليمكث فيها زمناً طويلاً . وأن رحل  خلف اثآراً دامية تحفظ هيبته وتنذر بعودته . والغالب أنه لا يرحل الا مع خروج الروح عن الجسد.


حاولت مراراًالهروب واللجوء الى أقرب روح من الأرواح التي أجلستها في مجلسي وأدعت محبتي لتعصمني منه. ولكني فوجئت حينما أقتربت منها بأنها ما كانت  أرواحا  بل مجرد أشباح..أستعبدتهم جاذبيةالأرض الفاتنة فتركوا السحاب وقررواالعودةالى مواطن التراب.


بربك ياسيدتي أفتترك السماء من أجل الأرض ؟


لن أستغرب بعد اليوم فقد تكرر هذا الأمر حتى اعتدته , وأحلف لك اني لم أعبر عن استيائي من احدهم سوى بالصمت والعودةالى ركني المظلم , حيث قلم كاتب ,فأبتسم حين أرآه ابتسامةالخجل من فشل التجربه , فيبادلني بأبتسامة المشفق القائل أما آن لك أن تقتنع .



وماأن أحدثه حتى يبدأ بالكتابة.  


فيحمل كل ما عجز البشر عن حمل بعضه


انه الخادم الذي لا يعصي سيده مآ أمره ويفعل ما يؤمر.


فطوبى له وتباً لسيده 



هناك شئ حدث , لقد عاد الظلام  ؟  


أيّهاالمرسول أين أنت , أما زلت هنا؟


هل تسمعني ؟ 



ما اتعس حظك يا كاتب , فالمرسول قد فر هارباً هو الآخر قبل ان تكمل رسالتك ..



وكأنّي به يخاطب الشمس فيقول :


عذراً سيدتي .فقد بعثتيني الى رجل لا يعرف الاّ الحزن ولا يرى الا في الظلام.





ما تظنوا أن الشمس فاعلة

هل ستقتل مرسولهاوتبعث بآخر ؟

أم هل ستتركني لشـأني وترحل ؟

أم أنهـا ستجهز للانتقام مني ؟




( قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى )  




















  








ليست هناك تعليقات: